سبتمبر 4, 2019
التمساح يحتاج لأن ينتظر

التمساح يحتاج لأن ينتظر

الأنشطة
التمساح يحتاج لأن ينتظر
التاريخ
1-October-2023

أ/ سهام عبيد

عن القصة:

تحكي القصة عن مواقف التمساح المتسرعة دومًا، والتي تتسبب في حدوث مشكلات وخيبات أمل كثيرة له وللآخرين

يتعجل الذهاب إلى الحفل في موعد غير مناسب، ويتعجل ويقاطع الآخرين أثناء حديثهم، ويتعجل ولا يركز في حل المسائل الحسابية، وويتسرع قبل أن يحين موعده في اللعب فيفسد اللعبة ويتضايق الأصدقاء، وعندما يتشارك مع الأصدقاء في مهمة، يتسرع ولا يصبر لينتهي بسرعة وبالتالي يُفسد المهمة ويفشل فيها هو والأصدقاء، وغيرها الكثير من المواقف.

في آخر موقف.. وعندما لم ينجح التمساح في صنع الآنية الفخارية التي طلبها منهم الأستاذ (نسر)، قرر أن يعالج تلك الصفة السيئة (العجلة) وأن (يتحلى بالصبر).. وجاء وقت الاختبار الحقيقي في موقف جديد حيث طلب منه الأستاذ (نسر) مشاركة فرس النهر في مشروع جديد، وكان يحتاج إلى الكثير من الصبر، لكن التمساح استطاع أن يتغلب على صفة (التسرع) وأن يلتزم بالتعليمات والإرشادات، وأن ينهي المشروع المطلوب دون عجلة>> وبالتالي تعلم (أن الصبر وعدم التسرع دائمًا ما يأتي بنتيجة جيدة).

– النقاش حول القصة:

– الموضوع هذه المرة -وككل مرة حقيقة- جميل جدًا وتناقشنا حوله لوقتٍ طويلٍ جدًا.

– الله سبحانه وتعالى يحب الصبر والصابرين ويثني عليهم، وتوجد الكثير من الآيات القرآنية التي يحث فيها الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين على الصبر والتصبر.

– في التأني السلامة وفي العجلة الندامة، كما يُقال في الأمثال

– تحدثنا عن الصبر وأنواعه:

الصبر على الطاعة

الصبر عن المعصية

الصبر على الدعوة إلى الله وتحمل الأذى في سبيل ذلك

– تحدثنا أيضًا عن نبي الله أيوب عليه السلام، وصبره على البلاء الذي وقع به، وكيف كان ذلك رفعةً له عند الله تعالى، وكيف أثنى عليه الله سبحانه وتعالى: (إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِّعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ)

– تحدثنا عن أولي العزم من الرسل وصبرهم على دعوة قومهم سنوات طويلة وبكل طريقة، وتحدثنا عن صبرهم على تحمل الأذى من قومهم في سبيل الدعوة.

– تحدثنا عن صبر أتباع الأنبياء على الأذى، وصبر الصحابة وتحملهم الإيذاء في سبيل التمسك بدينهم.

– تحدثنا عن صبر التابعين والعلماء من بعدهم على الوقوف في جانب الحق ونصرته.. على سبيل المثال: صبر الإمام أحمد بن حنبل على كل التعذيب الذي لاقاه في سبيل التمسك بكلمة الحق والقول بأن (القرآن كلام الله وأنه غير مخلوق).

– مدح النبي صلى الله عليه وسلم أحد الصحابة (أشج عبد القيس) وقال له: “إن فيك خصلتين يحبهما الله ورسوله: الحلم والأناة”>> أي العقل والصبر والرفق وعدم التعجل في الأمور.

– تناقشنا في كل موقف من المواقف، وأغلبها من واقع حياتنا اليومية بالفعل>> ما يعجبني في سلسلة السلوكيات هذه أنها تركز على كل سلوك وتعرض الكثير من المواقف الشائعة عنه، وكل ذلك في كتاب واحد وبجرعة مكثفة ومركزة مما يجعل من السهل جدًا النقاش في كل ما يخص هذا السلوك.

– التسرع والعجلة يأتيان بنتيجة غير طيبة ولا تدل على مستوى الشخص مثلا في الفهم>> وهذا من موقف المسائل الحسابية، وكثيرًا ما يحدث للأولاد ذلك>> يتسرعون في الحل ثم عندما تأتي النتيجة يكتشفون أنه بسبب العجلة وقلة التركيز لا بسبب عدم معرفتهم للحل

– التسرع يؤدي إلى عدم إتقان العمل، والله سبحانه وتعالى يحب إذا عمل أحدكم عملًا أن يتقنه

– صحيح أن الصبر يستهلك الكثير من الوقت لكنه يؤتي ثماره، بعكس التسرع الذي يتسبب في إفساد كل شيء وعدم الوصول إلى ما نريد

– التسرع قد يؤدي إلى عواقب وخيمة بعكس المطلوب، وتذكرنا حكاية القُبَّرة وابنها (الحمامة وفرخها) من قصائد أحمد شوقي عندما تعجل الفرخُ الطيران ولم يتبع إرشادات أمه، فوقع وانكسرت ركبتاه، وكما قال أحمد شوقي في ديوانه:

ولو تأنى نال ما تمنى، وعاش طول عمره مُهنَّى

لكلِّ شيءٍ في الحياةِ وقتُهُ، وغايةُ المستعجلين فوتُهُ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتهي أسرع

-احفظ عنوانك وبيانات بطاقتك وعنوان التوصيل الخاص بيك

احصل علي عروض وخصومات بانتظام

- استمتع بتجربة تخفيض مخصصة لك

تتبع طلباتك