أ/ سهام عبيد
عن القصة
مواقف اللاما في تعامله مع أصدقائه كلها سخرية منهم واستهزاء بهم.. يتعمد اللاما فعل الأمور التي تضايق الآخرين وتغيظهم وتستفزهم.. وبالتالي ابتعد عنه الجميع ولم يرغبوا بتواجده بالقرب منهم.. وأخبروه بأنه فظ للغاية وطلبوا منه أن يتركهم ويذهب بعيدًا..
هنا شعر اللاما بالحزن، ولم يعجبه قرارهم بالابتعاد عنه.. فاستعان بالسيد تمساح ليساعده على الخروج من هذا المأزق..
شرح له السيد تمساح المشكلة.. وتناقش معه في شعوره إن فعل أحدهم معه مثلما فعل هو مع أصدقائه من إغاظتهم والسخرية منهم..
تذكر اللاما المواقف السابقة وعرف خطأه.. وقرر إصلاح الأمر..
ثم حدثت مواقف أخرى بعدما قرر اللاما إصلاح الخطأ.. وكان الجميع مترقبًا لرد فعل اللاما.. لكنه بالفعل تغير ولم يعد يسخر منهم.. وبالتالي أصبح محبوبًا ومُرحَّبًا به بينهم
النقاش حول القصة
كما ذكرت لكم في قصة (الغضب)، فإن القصة تسرد عدة مواقف، ثم يكون الحل قبل النهاية بقليل عندما يدرك (بطل القصة) أن تصرفاته مؤذية لنفسه وللآخرين على حد سواءٍ.. فيستشير من هو أكبر منه ليساعده على التغلب على المشكلة.
– يعجبني في هذه السلسلة اختيار أبطال القصص من حيوانات ليس من الشائع ذكرها في القصص؛ فالبطل هنا هو (اللاما) وهو حيوان قلَّما نجده بطلًا لقصة.
– سألتهم عنه وهل رأوه من قبل؟ فتذكروا على الفور رحلتنا إلى حديقة الحيوانات المفتوحة (أفريكانو بارك) حيث شاهدنا هناك حيوانات اللاما وقدمنا لها الطعام. لكنها لم تكن ودودة؛ بل كانت نزقة ومشاكسة وهمجية.
سألتهم عن الموطن الأصلي لحيوانات اللاما.. وأخبرتهم أن موطنها الأصلي قارة أمريكا الجنوبية في منطقة جبال الأنديز (معلومات جغرافية).
قرأنا مقالًا لنتعرف على الفرق بين اللاما والألبكة بسبب صورة في التعليقات لحيوان الألبكة.. وهو من نفس فصيلة اللاما ويتشابهان كثيرا مع بعض الفروق الواضحة مثل الاختلاف في الحجم وفي شكل الوجه والأذن وشكل الوبر وملمسه وفي التصرفات.
من هنا:
https://www.britannica.com/…/whats-the-difference…
– ثم بدأنا النقاش حول كل موقف من مواقف القصة، وهل مرت إحداهن بهذه المواقف من قبل؟
– في أحد المواقف: أراد اللاما استفزاز فرس النهر عندما انفرد بالنمر وتحدث إليه سرًا.. سألتهم هل يجوز هذا؟
تحدثنا عن حديث النهي عن التناجي دون الثالث، وأن النبي صلى الله عليه وسلم أمرنا ألا نفعل ذلك حتى لا يحزن الثالث: “إذا كنتم ثلاثة، فلا يتناجى اثنان دون صاحبهما، فإن ذلك يحزنه” (أخرجه مسلم) >> وهذا بالضبط ما حدث مع فرس النهر.
– في موقفٍ آخر، سخر اللاما من ضعف وصغر حجم الأسد الصغير>> تحدثنا كثيرًا عن النهي في ديننا عن السخرية من الآخرين كما قال تعالى: “يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا يَسخَر قَومٌ مِن قَومٍ عَسى أَن يَكونوا خَيرًا مِنهُم وَلا نِساءٌ مِن نِساءٍ عَسى أَن يَكُنَّ خَيرًا مِنهُنَّ”..
ذكرت لهما موقفًا من مواقف سيرة النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة -وهو يشبه كثيرًا هذا الموقف- عندما صعد ابن مسعود رضي الله عنه شجرة فضحك الحاضرون من دِقة ساقيه وأنها هزيلة وضعيفة>> (فقال النبيُّ: أَتَضْحَكُونَ من دِقَّةِ ساقَيْهِ! والذي نفسي بيدِه لَهُمَا أَثْقَلُ في الميزانِ من جَبَلِ أُحُدٍ)
ذكَّرتهم بأن الله سبحانه وتعالى لا ينظر إلى أشكال الناس وأجسامهم ولا يحاسبهم وفقا لذلك؛ بل ينظر إلى القلوب والأعمال فيحاسبهم على ذلك.
– في أحد المواقف سخر اللاما من سقوط الزرافة وتألمها>> فهل هذا موقف مضحك؟
لقد كان هذا الموقف بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير؛ إذ قرر الجميع بعدها أن يبتعدوا عنه ورفضوا مشاركته معهم
– عندما قرر اللاما الاعتذار والتوقف عن إغاظة الآخرين، أحبه الجميع ولم ينزعجوا من وجوده بالقرب منهم..
وهكذا، عندما نشارك الآخرين العمل، ونساعدعم بكل لطف، ونواسيهم في أحزانهم ونفرح لفرحهم، ولا نسخر من شكلهم ولا من ملابسهم ولا نضحك على أحزانهم وأخطائهم، فإننا نصبح محبوبين ومقربين منهم.
– طلبت منهم أن تحكي كل واحدة منهن عن مواقف مثلها سواء فعلتها هي لإغاظة الآخرين أو تعرضت لها.. يتعرضون كثيرًا لمثل هذه المواقف خاصة في السعودية عند اللعب في الحدائق العامة بسبب احتكاكهم بأطفال من مختلف الجنسيات والبيئات..
– تحدثنا عن الأسباب التي دفعت اللاما (والأسباب التي تدفع بعض الأشخاص) لإغاظة الآخرين..
* بعضهم يظن الأمر مضحكًا
* بعضهم يظن أنه سيكون ظريفًا
* بعضهم يريد أن يلفت انتباه الآخرين بهذه الطريقة
* بعضهم يظن أن ذلك يعطيه قوة
– تحدثنا أيضًا عن كيفية التعامل مع مثل هذه المواقف:
– هل التجاهل مناسب؟
– أم الرد بنفس الأسلوب؟
– هل البكاء سيجدي نفعًا؟
– هل التعامل بالعنف سيفيد؟
أسئلة مفيدة للعصف الذهني حول هذه المواقف وكيفية التعامل معها للوصول إلى الأسلوب المناسب لكل موقف ولكل شخص..