لا تترك يدي
الأنشطة
لا تترك يديالتاريخ
31-December-2023
أ/ سهام عبيد
قصة دافئة تفيض بالحب والحنان وصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة اتصالات عن فئة الطفولة المبكرة لعام 2022
أثناء قراءتي للقصة انتابني تساؤل: “أهي موجهة لفئة الطفولة المبكرة؟ للأطفال؟ أم لنا كأمهات؟“.. عندما أقول لصغيري: “لا تترك يدي” هل لأنه يحتاجني أم لأنني (أنا) من أحتاجه؟
يحب الصغار الاستكشاف.. فضوليون ومنطلقون.. إن رأوا ما يجذب انتباههم.. فقد ينسون كل شيء ويركضون خلف ذاك الشيء
ضاعت صغيرتي من قبل في كل مكان تقريبًا.. في الحديقة.. في المول.. في المسجد النبوي.. عند الكعبة.. وعلى الشاطئ… إلخ
وجميعنا بالتأكيد مررنا بأكثر من موقف تاه فيه صغارنا عنا لبضع دقائق فمرت وكأنها ساعات.. ننبههم كثيرًا ولكن لا يستمعون وقت الجد!
يمكنه أن يلعب ويقفز وينزل الدرج ويتسوق ويتأمل ويسبح ويغطس ويتزلج، ولكن دون أن يترك يد أمه.
تخبره أنه حتمًا سيكبر وسيترك يدها ويشق طريقه في الحياة، لكن ستبقى أيديهما دومًا متصلة رغم البعد.
وقد أجادت الفنانة في رسم القصة باستخدام فن الكولاج، فخرجت في أبهى حُلة.
نحب كثيرًا هذا النوع من الفن أكثر من الرسوم العادية. لذا قمنا باستلهام لوحة فنية باستخدام فن الكولاج مع إضافة بعض اللمسات من عندنا.
سمكات في البحر، وكل سمكة تقول لصغيرها: “لا تترك ذيلي!“
وألّفت الصغيرات قصة عن اللوحة: “صغيري الحبيب.. حين نهاجر معًا ونسافر عبر المحيطات.. العب واستمتع، ولكن تذكّر: لا تترك ذيلي!“
قد يكون أطفالي في عمر أكبر بكثير من العمر الموجه إليه القصة، ولكنها أعجبتهم، وتذكروا كل المواقف التي كنت أخبرهم فيها بأن يتمسكوا بذيلي.. أقصد ذيل خماري
اجتمعنا حول القصة عدة مرات وفي أماكن مختلفة.. تذكرنا الذكريات وتناقشنا حول المواقف المذكورة.. سألتهم: أتعرفون ماذا تعني عبارة “لا تترك يدي” بعيدًا عن معناها الحرفي؟
وخلال النقاش في المعنى البعيد للكلمة تطرقنا لعبارة: “سنشد عضدك بأخيك” وأن لها معنى غير المعنى الحرفي القريب.
أحببت القصة بشكل خاص، وكلما وصلت إلى نهايتها دمعت عيناي.. حتمًا ستكبرن يا صغيراتي.. لكن لن أترك أيديكن، وأرجو ألا تتركن يدي أنتن أيضًا!
